التوأمة بين المؤسسات الصحية هي عبارة عن شراكة تطويرية بين مؤسستين صحيتين (مثلاً مستشفيين أو مراكز صحية) في بلدين مختلفين أو في مناطق مختلفة من نفس البلد. وهدف التوأمة هو تعزيز التعاون والتبادل المعرفي والتقني بين المؤسستين، من خلال تبادل الخبرات والمعلومات والتقنيات والإجراءات والتدريب.

ويمكن أن تتضمن التوأمة بين المؤسستين الصحيتين العديد من المجالات، مثل تحسين جودة الرعاية الصحية وتطوير الخدمات الصحية والحد من الاختلافات في الرعاية الصحية بين المؤسستين من خلال تنظيم أيام  جراحية أو طبية و كذا دراسية، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية وتحسين الإدارة والتمويل والتدريب والتوعية الصحية للمرضى والعاملين في المؤسستين.
ويعتبر التوأمة بين المؤسستين الصحيتين من أهم الأدوات التي تساعد على تحسين جودة الرعاية الصحية وزيادة فعالية الخدمات الصحية في المجتمعات، ويمكن أن تسهم في تحسين الصحة والرفاهية وتقليل الفجوة الصحية بين المجتمعات

فتعد عملية التوأمة بين المؤسسات العمومية للصحة من الأدوات الرئيسية التي تستخدمها هذه المؤسسات لتحسين جودة الرعاية الصحية التي يتلقاها المرضى. وتتمثل أهمية هذه العملية في ما يلي:
  1.  تبادل المعرفة والخبرات: تسمح عملية التوأمة بين المؤسسات العمومية للصحة بتبادل المعرفة والخبرات بينها، مما يساعد على تحسين مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى. ويمكن للمؤسسات المتبادلة تحديد مجالات الاختلاف بينها والتركيز على تطويرها وتحسينها.
  2.  تحسين الكفاءة: يمكن لعملية التوأمة بين المؤسسات العمومية للصحة أن تساعد في تحسين الكفاءة والإنتاجية. فعندما تتشارك المؤسسات المعرفة والخبرات والممارسات الجيدة، يمكنها تحسين عملياتها وتحقيق مزيد من الكفاءة والإنتاجية.
  3. تحسين جودة الرعاية الصحية: تساعد عملية التوأمة بين المؤسسات العمومية للصحة على تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى. وذلك عن طريق تحسين المعايير الصحية وتعزيز الممارسات الصحية الجيدة.
  4.  تحسين المراقبة والتقييم: تتيح عملية التوأمة بين المؤسسات العمومية للصحة لكل مؤسسة التقييم والمراقبة المستمرة للأداء وتحسينه. وبذلك يمكن للمؤسسات تحسين نوعية الخدمات التي تقدمها وضمان تلبية احتياجات المرضى بشكل أفضل.
  5. تعزيز التعاون والشراكة: يتم تحقيقها من خلال  تعزيز التواصل والتفاعل بين المؤسسات وبالتالي تشجيع التعاون والشراكة بينها. ويمكن للمؤسسات المتبادلة تحديد المجالات التي يمكنها أن تتعاون فيها وتحقيق أهداف مشتركة.، و تحقيق التنمية المستدامة والتي تساعد في تحقيق التنمية المستدامة على المدى الطويل، وذلك عن طريق تطوير مجالات العمل المشتركة وتبادل الموارد والخبرات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف،  وكذا تعزيز الابتكارو التجارب الجديدة، وذلك عن طريق تطوير ممارسات صحية جديدة واستخدام التقنيات الحديثة والتحول إلى نماذج أفضل للرعاية الصحية.
فتنظيم أيام جراحية وطبية يمكن أن يكون جزءًا من الأنشطة التي يتم تنظيمها في إطار التوأمة بين مؤسستين للصحة العمومية. ويمكن تنظيم هذه الأيام بهدف تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمرضى وتعزيز التعاون والتبادل المعرفي والتقني بين المؤسستين.

  ويمكن للأيام الجراحية والطبية أن تشمل عدة أنشطة مثل الفحوصات الطبية والكشوفات السريرية والعمليات الجراحية وورش العمل التدريبية والتعليمية والمحاضرات العلمية والندوات الطبية. ويتم تنظيم هذه الأنشطة بمشاركة الفريق الطبي والممرضين والعاملين في المؤسستين الصحيتين المشاركتين في التوأمة. 

ويمكن للأيام الجراحية والطبية أن تساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتوفير الخدمات الطبية للمرضى في المجتمعات المحلية، كما يمكن أن تساهم في تعزيز العلاقات بين المؤسستين الصحيتين وزيادة فرص التبادل المعرفي والتقني وتبادل الخبرات والمعلومات بينهما.

جهود وزارة الصحة في تشجيع عمليات التوأمة بين مؤسساتها الصحية عبر الوطن

عكفت وزارة الصحة الجزائرية لتشجيع عمليات التوأمة بين المؤسسات العمومية للصحة بيما فيها بين المؤسسات الصحية في الشمال و الجنوب والتي بإمكانها أن يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية في البلاد وتعزيز الفعالية والكفاءة في تقديم الخدمات الصحية.
و تمثلت مجهودات السلطات الجزائرية في توفير الدعم المالي والتقني للمؤسسات الصحية التي تخص هذه العملية،  و تنظيم ورش العمل والندوات الدورية لتعزيز الوعي بأهمية التوأمة بين المؤسسات الصحية والمساهمة في تبادل الخبرات والمعلومات والتقنيات بينهما.
كما  تعمل على تحسين الإطار التشريعي والتنظيمي الذي يسهل عمليات التوأمة بين المؤسسات الصحية، وتطوير نظام للمتابعة والتقييم لمشاريع التوأمة لتحديد الإنجازات والتحديات والتحسين المستمر في العملية.

فمن خلال ما تسعى الوزارة الوصية إليه  فهي تسعى لتبنى استراتيجية شاملة لتشجيع عمليات التوأمة بين المؤسسات الصحية، تتضمن تحديد المؤسسات المهتمة بالتوأمة وتوفير الدعم المناسب لهم، وتوفير الإرشادات والدعم الفني اللازم لإعداد وتنفيذ المشاريع، والعمل على تحسين آليات التواصل والتنسيق بين المؤسسات الصحية المشاركة في التوأمة.